الجمعة، 28 أكتوبر 2011

الفنان الإيطالي (جوانات)


قام الفنان الإيطالي(جوانات) بعمل لوحات ذات طابع غريب لكنها غاية في الجمال، يخلط فيها بين ثلاثة أشياء وهي:
                التصوير الفوتوغرافي + الرسم باليد + إدخال مؤثرات بالكمبيوتر
وعرض إنتاجه لأول مرة في معرض بإيطاليا. وكانت عبارة عن لوحاته التي صورها بنفسه في رحلته سنة 2008م إلى مصر، حصلت على غالبية الصور.كل صورة تحتوي على الثلاثة عناصر، حيث قام أولاً بالتصوير بالكاميرا، ثم لوّن بعض الأجزاء بيده كي تبدو وكأنها مرسومة، ثم عدّل في الإضاءة بالكمبيوتر حتى يضيف بعداً ثالثاً فتنظر للصورة ولا تدري هل هي مرسومة، أم طبيعية، أو تم تغييرها بالفوتوشوب.

                          جامع محمد علي .. داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة
                                          معبد أبو سمبل في أسوان
                 قلعة قايتباي في الإسكندرية .. بناها السلطان قايتباي من 500 سنة ليحمي   
                                  الإسكندرية من محاولات هجوم الأتراك عليها
                                                    معبد حورس
                                                       صورة رائعة تجمع الأهرامات الثلاثة
                     من داخل سفينة نيلية .. وهي تقوم بعمل نايل كروز حيث تتجول في النيل
                                     من الأقصر إلى أسوان في 12 ساعة
                      أحد الأهرامات ... وتناغم رائع بين الصحراء وأشعة الشمس
تمثالي ممنون الموجودين بالأقصر .. وهما ضخمين جداً ينتج منهما صوت صفير نتيجة مرور الهواء في الشقوق مما كان يمثل رعباً للغزاة الذين حاولوا احتلال مصر أيام الفراعنة وفي السماء تلاحظوا مناطيد .. وتم تشغيلها في سماء الأقصر منذ فترة بسيطة حيث تأخذ السياح في جولة رائعة لمدة 40 دقيقة في سماء مدينة الأقصر.
                         الطريق الموصل إلى معبد الكرنك .. واسمه طريق الكباش

           الأعمدة الضخمة لمعبد الكرنك الفرعوني .. وعليها نقوش غاية في الدقة مازالت باقية إلى اليوم.

   من خلال ما سبق يتضح لنا تطور تقنيات حديثة في مجال الفن البصري، مع الاحتفاظ بالأسس والعناصر البنائية في اللوحة. فهي تتجاوز الاتجاهات و الأساليب الفنية التقليدية إلى أفق الرؤية الحديثة والتعامل مع واقع جديد، يتلاءم مع ظروف العصر.

  لم يتقبل البعض هذا النوع من الفن فلم يرى بتلك الأعمال فنا وكان يعتبر ذلك مجرد وسيلة لانتشار سريع للفنان. لكن البعض – وأنا منهم- يعتبرها فنا ونتاجا لعبقرية وتفكير الإنسان في القرن العشرين، فلابد من الاعتراف بها وتداولها اختصارا للجهد والمال للخروج بقطعة فنية يتم توزيعها وانتشارها بسرعة بين الناس لتوسيع دائرة التذوق الفني. فلا بد من قبولها لمواكبة العصر الذي أنتجت فيه.

   فالجميل هنا والذي أعجبني أن الفنان لم يكتفي بالحاسب أو التصوير بل أضاف لمسات من عنده بواسطة استخدام يده فكان الإحساس لديه عالي أثناء التنفيذ. فهذا النوع من الفن جديد ومعاصر نتيجة لنمو تقنية الحاسب وانتشار آلات التصوير الضوئي الرقمية.

   فنلاحظ أن هذه تجربة جميلة وجريئة من هذا الفنان، يعكس فيها التطور التكنولوجي السريع، فيبين صورة غير تقليدية للفن كما تعودنا عليه، وهذا ما يميز هذا الفنان عن غيره. فيتصف بالابتكار والإبداع لأنه أثناء عمله يحدث تفاعل بين رؤياه وعمليات الحاسب ومهاراته في محاولة لإيجاد علاقة بين الفنان ومعطيات عصره، تمكنه من تطوير تشكيلات لا نهائية من اللوحات الفنية التي تتحدد فيها الرؤية الفنية التخيلية بالقدرات التقنية العالية للحاسب من أجل إيجاد لوحات فنية. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق