الخميس، 13 أكتوبر 2011

الحداثة وما بعد الحداثة

     بدأت الحداثة في أوروبا منذ اللحظة التي تفككت فيها القواعد الصارمة التي فرضتها الكنيسة على المجتمع والفن في أواخر القرن التاسع عشر، حيث حل العلم والعقل محل هذه القواعد واتجه الفن الى الذاتية، فقد نادت الحداثة بتحرر العقل والتحديث والأبتعاد الصارم عن المجتمع، فهو فن تحطيم الأطر التقليدية حيث بدأ الفنان يقدم ابداعاته بحرية وتفرد في التعبير، ولكن الحداثة تطرفت في هذا المفهوم لدرجة التشييء في الفن، وطغت الصناعة والتكنولوجيا على كل مجالات الحياة حتى أن بعض الفلاسفة والمفكرين قد أطلقوا على هذا العصر"عصر الصناعة"، لذلك كان من الضروري الرجوع الى الأصول والجذور مرة أخرى وتمثل ذلك فيما بعد الحداثة.

فان جوخ 
سلفادور دالي

     وما بعد الحداثة تنطلق من مبدأ العودة الى الواقع وربط الفن بالمجتمع، وأن تكون الثقافة عالماً مستقلاً بذاته لايتأثر بأرآء السياسيين والاجتماعيين والمنظرين، وأن تعود الثقافة الى جذورها ومفهومها التقليدي، وبطبيعة الحال اتسمت ما بعد الحداثة بعدة سمات مثل تكرار التراث وصياغته بصيغة جديدة مستقلة عن التقنيات الحديثة، وتنويع الرؤية والاتجاه لإلغاء الذات، والأنفتاح نحو الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك لجأ فنان ما بعد الحداثة الى ترجمة رؤيته عن طريق التحرر من الخامات التقليدية الأكاديمية والأستجابة لخامات جديدة ومستهلكة يمكن للفنان أن يصوغها في قوالب فنية بإبداع.

كليز أولدنبيرج

روبرت سميثون
المرجع: بحث ماجستير (دراسة الكولاج في عصر ما بعد الحداثة لأثراء التعبير في التصوير) إعداد/ هند المفيريج.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق